عذب اللمى
عـذبُ الـلــمـى مـن أيــن أبـدأ وصــفـهُ
خـجــلى حـروفـي تـرتـجـي بـعـضَ الـمــددْ
مـالـي طـمـوحٌ غـيـر أنـّك غــايـتـي
فـإذا اعـتـنـقـتـك دامَ فـرحي لـلأبــدْ
فـأنـا بـبـعـدك نـاحــلاتٌ أضـلـعـي
لـكـنْ بِـقـربك يـنـزوي عـنّـي الـنـّكـدْ
كـبـتِ الـمشـاعـرُ كـالـجـيـوش بـخـيلـِها
لـيـعيشَ عــشق الـفـاتـحـيـن ولا أحـدْ
وحـنـيـنُ قـلـبـي بالـلـظـى مـتـعـمـقٌ
يـطـفـيـه ثـغـرُك حـيـن يـهـمــس مـاوعــدْ
هــاتـي الـأنـامـلَ نـاولـيـنـي رقـصـةً
عـلّـي أعـود مـتـمـتـمـاً مـثـل الـولـدْ
كـلـمـاتـنـا بـيـن الســطـور تـعـانـقـتْ
والـصـبـر شــطّ عـن الـفـؤاد كـذا الـجلـدْ
وبـي ارتـجـاجُ الـمـوجِ عــانـقَ شـطـّهُ
وأجـال بـيـن رمـالـهِ حـيـن ارتـعـدْ
وحـديـثُـك الـمـعـجـون بـيـن جـوانـحـي
أحـتـاجُـه مـلـحـاً يـغـزّر فـي الـجســدْ
طـيـرُ الســعـادةِ إنْ حـضـرت يـزورنــي
والـبـومُ يـنـعـقُ إنْ رحـلـت بـلا أمـدْ
صـبّـي الـوصـال وهـيّـئـي كـاسَ الـلـمـى
فـعـلـى مـدامـك أرتـجــي حـلـو الـرّغـدْ
عـصـفـورةٌ فـي الـعــشـقِ أنـت وبـلـبـلٌ
حـيـن الــلـقــاءِ أزوره عـيـنـاً وخــدْ
ومـحـيـطُ ذاكـرتـي سـيـغرقُ سـرّنا
ونـسـير مـا بـعـد الـمـدى بـلـداً بـلــدْ
ونـغـوصُ فـي عـمـق الـهـوى كـي نـجـتـلي
شـذراتَ عـشـقٍ لـونـُهـا لـون الـبـردْ
لـهـفـي إلـى عـيـنـيـك لـهـفـة نـبـتـةٍ
لـلـمــاء بـعـد تـيـبـس والـغـصـن شــدْ
أغـفـو وأصـحــو والـعـيـونُ روامــدٌ
فـإذا حـضـرت يـزولُ عـن عـيـنـي الـرّمــدْ
آيــاتُ شــوقـي رُتـلـتْ فـي مـحـفـلٍ
وبـكـى لـهـا الـقـرطـاسُ والـكـلّ احـتـشــدْ
مشـــعـل حســيـن الـســيـد